Feb 5, 2020

بقاؤنا الجماعي


بقاؤنا الجماعي

كتبت كتابين عن النضال الفلسطيني (واثنان آخران جاهزان للنشر قريبًا)، وأبرزت من خلالهما محورية القضية الفلسطينية بالنسبة للسلام العالمي، وقد نشطت في الكفاح من أجل حقوق الإنسان والبيئة منذ ما يقرب من أربعة عقود. لم أكن أكثر قلقًا من الآن بشأن المستقبل. أنا هنا لا أتحدث فقط عن مستقبل 13 مليون فلسطيني (7.5 مليون لاجئ أو نازح) ولكن عن مستقبل البشرية ككل. واسمحوا لي بسرد تسعة أشياء فقط قد تثير التسائل:

1)      سيفوز ترامب بأغلبية ساحقة تمامًا مثل بوريس جونسون وأحزاب اليمين ستكتسب قوة في جميع الدول "الغربية" (لن أخوض في تفاصيل لماذا هذا هو الحال لكن المذكور أدناه يمكن أن يسرع هذا التوجه لأن الدعاية الاعلامية يمكن أن تستخدم في أوقات معينة لدعم أولئك الذين يَعدون الشعوب بتوفير "الأمن").

2)      اعتادت وزارة الخارجية الأمريكية أن تقضي ما بين 40 إلى 50٪ من وقتها في الترويج لإسرائيل، وتم توجيههم لمضاعفة جهودهم من أجل إسرائيل (معلومات داخلية من زميل في وزارة الخارجية). هذا يعني أن 80٪ من وقت سفراء الولايات المتحدة والمبعوثين وغيرها من الجهات الفاعلة في 204 دولة ومنطقة حول العالم ستعمل على تنفيذ اجندات صهيونية. وبالتالي لَيْ الذراع والتطبيع من قبل أوغندا والسودان وغيرهم. الخلاصة: المصلحة القومية الأمريكية تخسر، الاستعمار الإسرائيلي يفوز.

3)      يسيطر الصهاينة على ثروات وموارد كبيرة بما في ذلك معظم كبار الشركات العالمية الغربية ووسائل الإعلام الرئيسية في العالم مثل سي إن إن إمبراطورية فوكس  (Fox)،والتلفزيون الألماني الخاص وغير ذلك الكثير.

4)      إن الجسد السياسي الفلسطيني وقيادتنا لم تكن أبدًا أضعف أو غير مؤهلة أكثر من الآن. جميع الخبراء الرئيسيين مهمشين، فقط أولئك الذين يتعهدون بالولاء لمحمود عباس والذي يحيطه السحيجة "يأخذون دورهم". يبذل أفراد جهودًا بطولية لكن بالنظر إلى النقطة الثالثة، يصعب الوصول إلى جماهير واسعة باستثناء وسائل التواصل الاجتماعي والتي يراقبها الصهاينة عن كثب وينصبون الكثير من المصايد من خلالها. إضافة إلى ذلك فإن استخدام جماعات الضغط اللوبي لحمل الحكومات والمؤسسات على حظر انتقاد إسرائيل أو الصهيونية باعتبارهما "معاداة للسامية" في ازدياد. يأتي هذا في ظل العمل الخبيث لاسكات صوت العاملين من أجل حقوق الانسان.

5)      التفكير الصهيوني ينصب على المدى القصير بكيفية سرقة المزيد من الأراضي والموارد الطبيعية من الفلسطينيين الأصليين. سيطر الصهاينة بالفعل على معظم أراضي الفلسطينيين (الآن يقبع الفلسطينيون في 8٪ من أراضيهم التاريخية وهذه هي المناطق الحضرية القليلة التي تحتوي أقل من 1٪ من الموارد الطبيعية). لكن هذا ليس مستدامًا من الناحية الأخلاقية والقانونية والبيئية واللوجستية من عدة أوجه (انظر كتابي عن "مشاركة أرض كنعان"). الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان حتى تذهب البشرية جمعاء (انظر أدناه)

6)       سيتسارع إفقار الفلسطينيين (كان الشعب الفلسطيني من أغنى شعوب العالم العربي قبل الصهيونية) . ستصبح كانتونات الضفة الغربية مثل كانتون غزة / غيتو / بانتوستان. لكن هذه فائدة قصيرة المدى لإسرائيل حيث يزيد الفقر من معدل الانجاب، وحيث أن قلة قليلة من الفلسطينيين يمكن أن يغادروا، في الوقت الذي يغادر فيه مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الخارج (300,000 الآن في ألمانيا) ، فإن الغالبية الفلسطينية في ظل الحكم الإسرائيلي سترتفع من 52 ٪ الآن إلى 65 ٪ بحلول عام 2048. المزيد من الإسرائيليين سيتحولون الى معاديين للصهيونية. علاوة على ذلك ، فإن البيئة في تدهور مستمر أساسا. احصائيات الصحة تشير الى زيادة في أمراض السكري والسرطان والعيوب الخلقية الخ.

7)      تغير المناخ يتسارع وله تأثير في جميع أنحاء العالم. لا حاجة لتوضيح المزيد هنا حيث شاهد وسمع الجميع عن الحرائق والدمار في منطقة الأمازون وإفريقيا وأستراليا.

8)       تم تغطية القليل من الأحداث حول سباق التسلح العالمي الذي تسارع خلال العشرين عامًا الماضية. ترسانة إسرائيل من الأسلحة النووية على الغواصات والصوامع في النقب، ترقية الولايات المتحدة لترسانتها النووية بأسلحة نووية أكثر قابلية للاستخدام. نحن الآن أقرب إلى تبادل نووي مدمر أكثر بكثير من أزمة الصواريخ الكوبية 1962 أو 1973 عندما تدخلت أمريكا لحماية اسرائيل . الأسلحة الكيميائية والبيولوجية يتم تطويرها واستخدامها أيضًا. لقد اعتقدت دول مثل إسرائيل والولايات المتحدة التي تنفق نسبة كبيرة من ناتجها المحلي الإجمالي على الأسلحة أنها يمكن أن تشق طريقها من خلال ذلك. لكن الفيزياء تخبرنا بأنه لكل فعل هناك رد فعل وأن دولًا مثل إيران والصين وروسيا وحتى اليمن والعراق وسوريا لن تتهاون أبدًا مع هيمنة الولايات المتحدة (التي تحتلها الآن إسرائيل أيضًا) على الشؤون العالمية. نحن نعيش في عالم خطير للغاية

9)      يتم طرح تقنية G5 دون فهم المخاطر الهائلة المرتبطة بها، وهذا أيضا سيشكل قضية أخرى للصراع بين الدول. سواء كان الفيروس التاجي الجديد عبارة عن اختراع بشري متعمد أم لا، فقد جاء في الوقت المناسب لإحباط مسيرة الصين أو على الأقل تأخير مسيرتها لتصبح أقوى اقتصاد على وجه الأرض. ولكن مع وجود 7.5 مليار شخص على وجه الأرض، فإن الأمر مجرد مسألة وقت قبل إطلاق فيروس لا يمكن إيقافه والصين وروسيا وايران ليسو السعوديو ويوغاندا.

يمكنني توسيع هذه القائمة بشكل كبير لكنكم ترون ما الذي يقلقني ويقلق ملايين الناس بشأن مستقبلنا الجماعي. عندما سألت في محاضرتين في سويسرا عن فرصنا في تجنب الكارثة، قلت ربما 20 ٪. لكنه يشير في نفس الوقت إلى الحاجة الملحة للعمل. لهذا السبب اتفقنا مع حركة تمرد انقراض (Extinction Rebellion) وبدأنا مجموعة "فلسطين من أجل الكوكب". اجتماعنا القادم هو السبت 22 فبراير.

مقال بالتأكيد يستحق (إعادة) القراءة من قبل الأستاذ الراحل. إدوارد سعيد عن الكرامة والنضال https://lithub.com/edward-said-on-the-death-of-american-activist-rachel-corrie/

وأخيرا اقتباس من هوارد زين  (Howard Zinn)
"أن أكون متفائلا في الأوقات السيئة ليس رومانسية وحماقة. إنه يقوم على حقيقة أن تاريخ البشرية هو تاريخ ليس فقط من القسوة ، ولكن أيضًا من التعاطف والتضحية والشجاعة والعمل الجماعي. ما نختار التأكيد عليه في هذا التاريخ المعقد سيحدد حياتنا. إذا رأينا الأسوأ فقط، فهذا يدمر قدرتنا على القيام بشيء ما. إذا تذكرنا تلك الأوقات والأماكن - وهناك الكثير منها - حيث تصرف الناس بشكل رائع، فهذا يعطينا الطاقة للعمل، وعلى الأقل القدرة على إرسال هذه العالم في اتجاه مختلف بدل الدمار. وإذا قمنا بالعمل بغض النظر عن الطرصغرة فلن ننتظر المستقبل المثالي حتى يحدث. المستقبل هو سلسلة لا حصر لها من الهدايا والإنجازات. العيش الآن كما نعتقد أن البشر يجب أن يعيشوا في تحد لكل ما هو سيء من حولنا، هو في حد ذاته انتصار رائع."

2 comments:

  1. المقال يحوي معلومات قيمة ومختصرة واستشراف للمستقبل السياسي الا ان التعويل في نهاية المقال على ايران وروسيا جانبه الصواب فروسيا ليها اطماع لا تقل عن امركا وهذا ماشاهدناه في سوريا واما ايران فهي دولة احتلال تحتل العراق مع امريكا وتحتل سوريا مع روسيا اضافة الى اليمن ولبنان ومن يخالف ذلك لا يستطيع ان ينكر التحالف الامريكي الايراني في العراق في عهد بوش وبريمر

    ReplyDelete
  2. CONTRACT HACKERS: WE CONNECT YOU WITH PROFESSIONAL HACKERS FOR HIRE!!

    We are a growing hacking company that connects you with well known professional hackers for hire. We have worked with different well known companies like Yahoo, Snapchat, Binance, YouTube, Google and so many more to mention. We do this as a side hustle and not for fun.

    The purpose of this team is to manage clients queries by using the RIGHT TOOLS we need to delight our clients without compromising on quality in order not to make them feel challenged to gain our assistance!

    Our team doesn't stop at asking mere questions. We take your feedback, and work on every detailed complaints you may have.
    Be it;

    SMARTPHONE HACKING
    LOST ID OR PASSWORD
    DELETED MESSAGES
    CLEARING OF CRIMINAL RECORDS
    LOST EMAIL ACCOUNTS
    LOST FACEBOOK ACCOUNTS
    HACKED ACCOUNT RECOVERY
    STOLEN BITCOINS
    PHISHING OF BITCOIN ACCOUNT
    LOGIN ERRORS
    SCAM DURING BITCOIN TRADINGS

    And any other issue can be resolved by us without stress. Chat with us. The amazing thing is that hundreds of clients' issues are resolved within hours every single day! TRY US TODAY! WE PROOF OURSELVES BEYOND EVERY DOUBTS.

    For the fastest resolution to any issue, please contact our Support Center prior to submitting a request. We remain anonymous to you for risk reasons.

    Contracthacks@gmail.com

    ReplyDelete