أسئلة مصيرية

بلدتنا بيت ساحور تخضع لحظر تجول كامل. حتى التسوق للطعام محظور. ذكرت لجنة الطوارئ أنه يمكننا استدعاء المتاجر لتوصيل الطلبات للمنازل. ومع ذلك ، لست متأكدًا من كيفية عمل ذلك لأن معظم الناس يحتاجون إلى أموال لا يملكونها وإذا كانوا يمتلكونها في البنك فمحظور عليهم الذهاب إلى أجهزة الصراف الآلي وحتى لو وصلوها فإغلاق البنوك في منطقة بيت لحم يعني الماكنات فضت من زمان. هذه كارثة عالمية. أرغب أيضًا في التحقق من المحتاجين ومساعدتهم ولكن يجب أن أعرف كيف يمكننا القيام بذلك بموجب حظر التجوال الكامل. جميع الموظفين في المنزل ونحن نحاول القيام بالعمل على الرغم من كونه يمثل تحديًا نفسيًا. ولكن يجب علينا الحفاظ على معنوياتنا مرتفعة.

تقوم السلطة الفلسطينية ببعض الأشياء الإيجابية ولكن مثل جميع القادة السياسيين الآخرين ليسوا في الواقع بمنأى عن الاعتبارات السياسية ولأنهم يتمتعون بحرية الحركة والكثير من الموارد فقد لا يفهمون تمامًا احتياجات الناس. كما زادوا التنسيق مع نظام الفصل العنصري بشكل كبير. تنتهز إسرائيل هذه الفرصة لتطبيق اللمسات الأخيرة من خطتها للهيمنة الكاملة والتطهير العرقي والفصل العنصري. جاء جيش الاحتلال حتى إلى بيت لحم (مرتديا الزي الواقي) وألقى القبض على ثلاثة شباب من منازلهم. من المؤلم حقا أن فعل السلطة الفلسطينية إصدار بيانات ومنع تجول. وبالتالي لدي أسئلة مصيرية:

لماذا لا تملك السلطة الفلسطينية الكرامة لاستخدام هذه الأزمة للتخلي نهائياً عن أوسلو والتوقف عن خدمة الاحتلال من خلال إعفائها من مسؤوليتها عن صحة وتعليم الناس المحتلين بدلاً من استخدام الديون والأموال الخيرية للأمن؟

لماذا يستخدمون مكبرات الصوت ويلقون خطبًا حول حظر التجول أو "التباعد الاجتماعي" ولكن لا يشرحون لعامة الناس كيفية التعايش ، وكيفية البقاء بدون دخل ، وكيفية الحصول على "اتصالات اجتماعية" (مساعدة بعضهم البعض مع الحفاظ على "الإبعاد الجسدي")؟

لماذا لا تزال أولوياتنا المالية مشوهة لصالح الجيش والنخب وجزء ضئيل للصحة والزراعة والتعليم والبحث؟ على سبيل المثال ، تنفق السلطة الفلسطينية 40 +٪ من ميزانيتها على الأمن وقليلًا جدًا على المجالات التي كان من الممكن أن تساعدنا في تجاوز هذه الأزمة.

إذا كانت الحكومات لديها سلطات طوارئ ، فلماذا لا تستخدمها لفرض ضريبة على الأغنياء مثلا 5 ٪ من ثروتهم واستخدامها بدلاً من زيادة الديون؟ إذا فعلوا ذلك فقط لطبقة المليارديرات ، فسيكون لديهم مئات المليارات !!

لماذا لم ترسل الوزارات بما في ذلك الحكومة المحلية والصحة (وليس فقط في فلسطين) نداءً للحصول على الخبرة في المجالات الأكثر احتياجًا (مثل التثقيف الصحي المجتمعي وعلم الأوبئة والتغذية وما إلى ذلك)؟

لماذا تساعد كوبا والصين العالم في حين أن البلد الأغنى على وجه الأرض (الولايات المتحدة الأمريكية) بالفعل يعاقب هذه الدول (عقوبات على إيران وكوبا وفنزويلا واليمن وسوريا وغيرها ، ومعاقبة مالية على الصين وروسيا وفلسطين، وترامب يكرر عنصريته بكلمة "الفيروس الصيني"

لماذا لا يتم الإعلان عن باندميك  لـ 25000 شخص يموتون يوميًا من الجوع ، أو أكثر من 10000 شخص يموتون يوميًا بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل الملاريا ، أو المئات الذين يموتون يوميًا بسبب الحصار (مثل غزة وفنزويلا وإيران)

لماذا لا يُحاسب السياسيون لعدم الاستجابة لتحذيراتنا كعلماء (والعديد من الأعمال المنشورة) بأن مثل هذه الأوبئة كانت حتمية؟

لماذا يسمح الناس لحكوماتهم بتكديس سلطاتهم لاستخدامها من أجل المنفعة السياسية التي تنتهك حقوق الناس في الأزمات ويعرفون أنه عندما تنتهي الأزمة ، لا تعاد هذه الحقوق إلى الناس مثل قانون باتريوت الذي لم يُلغ أبدًا منذ عام 2001؟؟؟

لماذا تضيف الدول الغربية إلى ديون حكومتها (اقرأ الناس) لمساعدة الأغنياء والشركات على البقاء ولكن ليس الناس (أكثر من 400 مليار في المملكة المتحدة ، 1 تريليون في الولايات المتحدة)؟ يصبح عامة الناس (دافعي الضرائب) أكثر فقرًا ويواصل الأغنياء زيادة ثراءهم.

لماذا يثق الناس بالحكومات التي ثبت مرارًا أنها تكذب؟ لماذا نسمح للدولة العميقة  Deep stateبالاستمرار في منحنا خيارات مثل كلينتون ضد ترامب وبايدن ضد ترامب وعباس ضد هنية ونتنياهو ضد غانتس)؟ هل ستجعل هذه الأزمة هؤلاء السياسيين يغيرون طرقهم؟

أنا أعلم فقط أن كل واحد منا يحتاج إلى البحث أعمق في قلوبنا للإجابات والأهم من ذلك إلى العمل الدؤوب. قبل 19 عامًا ، كتبت مقالًا بعد أزمة 11 سبتمبر 2001 تشرح الخيارين أمامنا (بشكل جماعي): نحافظ على الطرق القديمة (الجشع ، الرأسمالية المتفشية والموت معًا) أو نعتني ببعضنا البعض وللكوكب. صحتنا وصحة الكوكب على المحك. هذا تذكير صارخ آخر. فلنأمل أن نتخذ الخيارات الصحيحة ونضغط على السياسيين ونختار الحياة. لا يمكننا أن نتصرف مثل القوارض تتجه نحو الجرف.

ابق بشريًا وسالما